الأربعاء، 25 مارس 2009

عن اسبوع الالام ( طقوسة وغيرها ادخل شوف )


عن أسبوع الآلام
(طقوسه و صلواته - تاريخه - روحانيته - كيف استفيد منه) .

نبذة تاريخية عن الأسبوع:-

كان في البداية هناك يوم واحد يصام فيه وهو يوم الجمعة العظيمة وقد حفظ هذا اليوم في اللاشعور المسيحي ضداً لفرح اليهود بعيد 14 نيسان، وكانت غايته هي الشهادة بالأسف والأسى الذي ملأ قلوب المسيحيين عندما يفكرون في إخوانهم من شعب إسرائيل الذين لم يقبلوا إلى معرفة المسيا.

والى هذا اليوم (يوم الجمعة العظيمة) أضيف اليوم التالي له وهو يوم السبت الذي أعتبر بالأحرى ذا خاصية الاستعداد المباشر للعيد.
www.Mar-Girgis.com
ولقد أشارت الديداخى (تعليم الرسل) إلى صوم هذين اليومين لاسيما المقبلين إلى المعمودية (الموعوظين) (1) ومعروف إن يوم القيامة في البداية المبكرة جداً في الكنيسة كان ليلة عيد القيامة. فتقول الديداخية( قبل المعمودية،ليصم المعمد والذي يعتمد ومن يمكنه (ذلك) من الآخرين وأوص الذي يعتمد، أن يصوم يوماً أو يومين قبل المعمودية ) (4:7)

وهو نفس ما تذكره قوانين هيبوليتوس القبطية في القانون (4:19) وأيضا تحدث العلامة ترتليان (160- 225م) في كنيسة شمال أفريقيا عن (صوم الفصح) الذي كان يبدأ يوم الجمعة العظيمة ويدوم حتى فجر أحد القيامة. كما يذكره القديس إيريناؤس (130-200م) في عبارة له أوردها يوسابيوس المؤرخ (إن صوم ما قبل الفصح هو يومان أو ثلاثة أي انه في القرون الثلاثة الأولى كانت فترة استعداد الفصح لا تتعدى يومان أو ثلاثة أيام).

ثم كان التطور التالي لذلك وهو صوم الأسبوع كله وهو أسبوع الفصح (ستة أيام) والذي عرف فيما بعد باسم( أسبوع الآلام ) وأول ذكر جاء له في الدسقولية السريانية ( ديداسكاليا اى تعاليم الرسل) التي تم تدوينها في شمال سوريا مابين عامي( 200 -250 م) وكان قد حفظ أولا في كنيسة أورشليم ولقد كان صوم الأربعيني منفصلاً عن صوم أسبوع الآلام خلال مرحلة تاريخية معينة وكان الصوم يبدأ بعد عيد الأبيفانيا (عيد الغطاس ) مباشرة وهو الثاني عشر من طوبة على نحو ما فعل مخلصنا له المجد، ثم يفطرون فىاليوم الثاني والعشرين من أمشير وبعد ذلك بمدة يعملون جمعة الآلام ويختمونها بعيد القيامة. وظلوا على هذا الحال إلى أيام البابا الأنبا ديمتريوس الكرام البابا الثاني عشر من باباوات الإسكندرية (188- 230) وهذا قرر أن يكون أسبوع الآلام تاليا لصوم الأربعيني،وظلت مدة الصومين معاً أربعين يوماً، وبعني أخر كان الصوم الكبير ذو الأربعين يوماً ينتهي يوم الجمعة العظيمة وليس جمعة ختام الصوم كما نعرف اليوم اى أن فتر ة الصوم الكلية أربعين يوماً فقط حاوية فيها أسبوع الفصح المقدس، وهذا ما تؤكده الرسالة الفصحية الثانية للبابا اثناسيوس الرسولى (328-373 م) والتي كتبها سنة 330م وان يكون الفصح المسيحي في الأحد التالي لفصح اليهود، وهذا هو التقليد الذي اتبعته كنائس مصر وفلسطين وروما فقد كتب البابا بذلك إلى بطاركة الكراسي الثلاثة وهم فيكتور بطريرك رومية،ومكسيموس بطريرك إنطاكية، وأغابيوس أسقف أورشليم إلا إن الشرقيين تمسكوا بما كانوا عليه وهو الاحتفال بالفصح يوم 14 نيسان مع اليهود سواء وقع يوم أحد أم لا بحجة أن هذا ما تسلموه من بوليكربوس تلميذ يوحنا الرسول
. منقول من موقع الشهيد مارجرجس الروماني www.mar-girgis.com
ظل أباء الكنيسة طوال القرون الثلاثة الأولى يجاهدون لتوحيد هذا العيد، حتى جاء مجمع نقية سنة 325م وقرر أن يكون العيد في الأحد التالي ليوم 14 نيسان حتى لا يعيدوا قبل اليهود أو معهم واستمرت الكنائس تسير على هذا النظام إلى أن اصد البابا جريجورى الثالث عشر أمره بالإصلاح المشهور سنة 1582م مما ترتب عليه انقسام الكنيسة إلى فريقين، اولهما يتمسك بقرار مجمع نيقية وهم الأقباط ومن معهم، والثاني يتبع الإصلاح الغريغورى.



ترتيب ما يقال في أسبوع الآلام :-

فرضت قوانين الرسل على كل مسيحي قراءة العهدين القديم والجديد في أسبوع الآلام وعلى هذا النظام سارت الكنيسة منذ عهدها الأول حتى زمن الأنبا غبريال الثاني السابع والسبعون من باباوات الإسكندرية عام 1258 م رأى صعوبة ذلك على أفراد الشعب، فجمع عدد كبيراً من آباء الكنيسة وعلمائها، ووضع نظاماً لقراءات هذا الأسبوع عبارة عن فصول النبوات والأناجيل المتضمنة ألام السيد المسيح. وجعل لكل ساعة قراءات معينة ورتبها طبقاً لسير الحوادث في الأسبوع الأخير من حياة المخلص على الأرض،وجمع كل ذلك في الكتاب المعروف باسم (الدلال) أو (كتاب البصخة)

وكلمة دلال مأخوذة من الفعل "دل" أي ارشد إلى شيء والدلال هو الكتاب الطقسى الذي يرشد إلى أسلوب تكميل الخدمة الطقسية للمناسبة ولدينا في الكنيسة القبطية دلال أسبوع الآلام ودلال اللقان والسجدة. وسارت الكنيسة على هذا الترتيب إلى أيام الأنبا بطرس أسقف البهنسا الذي رأى أن بعض الساعات في كتاب البصخة رتبت بها قراءات أكثر من غيرها، فتلافى ذلك بأن جعل الساعات متوازية في القراءات،ورتب لكل يوم عظتين كما هو مدون في كتاب البصخة المستعمل الآن. وتوضع الستور السوداء على المنجليا وتوشح الكنيسة كلها بالأغطية السوداء إشارة إلى حزن الكنيسة كمشاركة للمسيح في ألامه، وتكون الصلوات في الخورس الثاني خارج الإسكينى وهذا يذكرنا بآلام الرب وصلبه على جبل الأقرانيون خارج أورشليم،وهذا يذكرنا بذبيحة الخطية في العهد القديم والتي كانت تحرق خارج المحلة لئلا تنجسها (خر 14:29، لا 11,12)

وهذا يذكرنا بخطيئتنا التي أخرجتنا خارج الفردوس لكي نتوب عنها لكي نعود مرة أخرى بواسطة الخلاص الذي يتم على عود الصليب.

إليكم صورة لكتاب موجود بالمتحف القبطي( دلال البصخة ) مزين بمختلف النباتات والحيوانات والأشكال الهندسية، ويحمل كذلك زخرفة للأحرف الأولية وشارة تصدير باسم الكاتب الذي خطه وتاريخ التدوين. يضم الكتاب 379 ورقة؛ بواقع 32 سطرا في كل صفحة، وهو مكتوب باللغة القبطية مع ترجمة إلى اللغة العربية على الهامش الأيمن. رمم الكتاب في سنة 1624 من عام الشهداء، في عهد البابا سوريال الخامس (1909م). الأبعاد العرض ٢٨ سم الطول ٤٠ سم.







ملاحظات عامة على أسبوع الآلام

* تضاء 3 شموع أثناء خدمة صلاة البصخة

ذلك رمزا لكلمة "نور" سراج لرجلي كلامك و نور لسبيلي". و نحن فى كل صلاة من البصخة نقرأ نبؤات و مزمور و انجيل فكل شمعه ترمز لقراءة من هذه القراءات الثلاثة.

* لا تقام القداسات الإلهية أيام الاثنين و الثلاثاء و الأربعاء في أيام أسبوع البصخة
.منقول منتدي الشهيد مارجرجس الروماني
ذلك لأن خروف الفصح كان يشترى فى اليوم العاشر و يبقى تحت الحفظ الى اليوم الرابع عشر (خر 12 : 36)، حيث أن الخروف يذبح فى اليوم المذكور بين العشاءين. و بما أن يوم السبت كان بدء الفصح فى السنة التى صلب فيها مخلصنا الصالح، فيكون ذبح الخروف يوم الجمعة 14 نيسان بين العشاءين و بما أن مخلصنا له المجد صنع العهد الجديد قبل ذبح خروف فصح اليهود بيوم واحد، فلا تكون ذبيحة فى الأيام من الاثنين إلى الأربعاء و في يوم الخميس رسم السيد المسيح سر الشكر.

* لا تقال فقرة "باسوتير إن اغاثوس" اى "مخلصى الصالح" إلا في الساعة الحادية عشر من يوم ثلاثاء البصخة

لأن التشاور لصلب الرب يسوع بدأ من ليلة الأربعاء. فعملية الخلاص بدأت من هذا الوقت. لذلك قررت الكنيسة أن يصوم أبناؤها أيام الأربعاء طوال السنة عدا أيام الخماسين لنتذكر أن فى مثل هذا اليوم ذهب الاسخريوطى الى رؤساء الكهنة للتشاور معهم فى تسليم سيده

* تمنع قبلة يهوذا ابتداء من ليلة الأربعاء إلى الانتهاء من خدمة قداس سبت الفرح

ذلك لنتذكر "قبلة الخيانة" التى جعلها يهوذا المسلم علامة لتسليم السيد "أبقبلة تسلم ابن الإنسان" (لو 22 : 48)

* الكنيسة تعلم بأن الأناجيل الأربعة تقرأ في أيام الاثنين و الثلاثاء و الأربعاء و الخميس من أسبوع البصخة فتقرأ بشائر متى و مرقس و لوقا و يوحنا كل بشارة فى يوم من الأيام.

ذلك لأن حوادث الآلام كتبت في الأربع بشائر باتفاق عجيب و لكي نسمو فى حياتنا الروحية يجب أن نقرأ الكتاب المقدس "فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية و هي تشهد لي"(يو 5 : 39)




التوقيع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق